محمد أمين الزغل on Nostr: هناك فكرة قبيحة تنتشر بين المسلمين هي من ...
هناك فكرة قبيحة تنتشر بين المسلمين هي من الآثار القبيحة للأيديولوجية الوطنية التي استوردناها من الغرب، ومفاد هذه الفكرة أن هناك إسلامًا مصريّا أو سوريّا أو مغربيا أو غير ذلك، وأنّ كل نمط تديّن أو فكر ديني مختلف عمّا عهدته هذه المجتمعات فهو مرفوض، وتجد المتحدّث يحكي بكل جرأة بهذه النبرة العدائية المنغلقة وهو يجد التصفيق من دعاة الليبرالية وحرية الرأي!
في الوقت نفسه ستجد صاحب الكلام يقبل التيارات العلمانية والليبرالية باعتبارها جزءًا من النسيج المجتمعي للبلد، ولأننا لا يمكننا إجبار جميع الناس على فكر واحد! علمًا أنّ هذه العلمانية والليبرالية جاءت من الغرب الذي غزانا ثقافيّا إبّان ضعفنا ثم عسكريا، وفرض علينا نموذجه العلماني بقوة المدفع والبندقية!
وإذا عدنا للمذاهب والتوجهات الإسلامية وأخذنا سورية نموذجًا فإنّ كل التوجهات والمذاهب الدينية جاءتها من الخارج، الإسلام نفسه يا أفاضل جاء من جزيرة العرب، وجاء المذهب الشافعي أيضًا من الحجاز، أما المذهب الحنفي فقد جاء من العراق، وفي سوريا مركز الحنابلة العتيد في صالحية دمشق وفي دوما. بل حتى التوجه السلفي الحديث الذي تأثر به بعض أعلام الشام الكبار كرشيد رضا والقاسمي والبيطار وغيرهم جاؤوا به من خارج الشام، والطريف أنّ هناك من يتحدث اليوم عن سلفية "شامية" أليفة تتمثّل بهؤلاء الأعلام، لمجرّد أنه مضى قرن أو نحو ذلك على دخولها! فهل جاء السلفيّون المعاصرون الذين تأثّروا بمشايخ من الخليج وغيرهم من المريخ حتى لا تقبلوهم؟ هل يمكن إغلاق القطر السوري تماما عن أي تفاعل مع الأفكار والتوجهات الخارجية في عصر مواقع التواصل هذا؟!
الواقع أنّ هذه نزعة عنصرية قبيحة، وهي غريبة عن الإسلام والمسلمين، وهنا تماما يظهر الوجه الحقيقي القبيح للوطنية، حيث تعمل في عقول الناس ضدّ مصالحهم، فلم تكن مصلحة المسلمين يومًا في هذا الانغلاق عن الآخر خارج حدود القطر ورفضه لمجرّد أنه قدم من خارج الحدود، بل كان التفاعل مع الأفكار وسفر الناس واستقرارهم في أقطار أخرى (كما فعل المقادسة الحنابلة في الصالحية) رافدًا من روافد النهضة الثقافية. بل هؤلاء أنفسهم سيصمون الذي يرفض قراءة الفكر الغربي بأنّه "منغلق"، لكنهم سيغدون متحرّرين منفتحين حين يصدعون برفض التيارات الدينية التي جاءت من مناطق أخرى خارج القُطر السوري، والسبب أنّ الليبراليين والعلمانيين سيصفّقون لهم، لأنّ هؤلاء البُله يظنّون أنّ السلفية متشددة بينما المذاهب التقليدية القديمة في سورية متسامحة معهم!
ومن طرائف ما سمعت هذه الأيام، راهبة من سورية تقول في لقاء على BBC إنّ المذهب المتّبع عادة عند أهل السنّة والجماعة في سورية هو المذهب الحنفي أو الشافعي، ونرى اليوم أنّ هناك إدخالًا "للمذهب السلفي المتشدّد حسب عقيدة ابن باز"، وتقول إنّ هذا "تحوّل جذري"!
وبصرف النظر عن "التخبيص" في كلامها، وأنه لا وجود لعقيدة خاصة بابن باز ولا هو رمز السلفية الأوحد.. أقول لها: ما أحلى أن يلتزم أهل سورية بالمذهب الحنفي أو الشافعي، وما أجمل أن يغدو فقه الأحناف والشافعية مصدر التشريع لأهلنا في سورية، وما أجمل أن يتزيّى نساء سورية بمثل حجابك، روحي يا حجّة الله يخلف عليك!
شريف محمد جابر
في الوقت نفسه ستجد صاحب الكلام يقبل التيارات العلمانية والليبرالية باعتبارها جزءًا من النسيج المجتمعي للبلد، ولأننا لا يمكننا إجبار جميع الناس على فكر واحد! علمًا أنّ هذه العلمانية والليبرالية جاءت من الغرب الذي غزانا ثقافيّا إبّان ضعفنا ثم عسكريا، وفرض علينا نموذجه العلماني بقوة المدفع والبندقية!
وإذا عدنا للمذاهب والتوجهات الإسلامية وأخذنا سورية نموذجًا فإنّ كل التوجهات والمذاهب الدينية جاءتها من الخارج، الإسلام نفسه يا أفاضل جاء من جزيرة العرب، وجاء المذهب الشافعي أيضًا من الحجاز، أما المذهب الحنفي فقد جاء من العراق، وفي سوريا مركز الحنابلة العتيد في صالحية دمشق وفي دوما. بل حتى التوجه السلفي الحديث الذي تأثر به بعض أعلام الشام الكبار كرشيد رضا والقاسمي والبيطار وغيرهم جاؤوا به من خارج الشام، والطريف أنّ هناك من يتحدث اليوم عن سلفية "شامية" أليفة تتمثّل بهؤلاء الأعلام، لمجرّد أنه مضى قرن أو نحو ذلك على دخولها! فهل جاء السلفيّون المعاصرون الذين تأثّروا بمشايخ من الخليج وغيرهم من المريخ حتى لا تقبلوهم؟ هل يمكن إغلاق القطر السوري تماما عن أي تفاعل مع الأفكار والتوجهات الخارجية في عصر مواقع التواصل هذا؟!
الواقع أنّ هذه نزعة عنصرية قبيحة، وهي غريبة عن الإسلام والمسلمين، وهنا تماما يظهر الوجه الحقيقي القبيح للوطنية، حيث تعمل في عقول الناس ضدّ مصالحهم، فلم تكن مصلحة المسلمين يومًا في هذا الانغلاق عن الآخر خارج حدود القطر ورفضه لمجرّد أنه قدم من خارج الحدود، بل كان التفاعل مع الأفكار وسفر الناس واستقرارهم في أقطار أخرى (كما فعل المقادسة الحنابلة في الصالحية) رافدًا من روافد النهضة الثقافية. بل هؤلاء أنفسهم سيصمون الذي يرفض قراءة الفكر الغربي بأنّه "منغلق"، لكنهم سيغدون متحرّرين منفتحين حين يصدعون برفض التيارات الدينية التي جاءت من مناطق أخرى خارج القُطر السوري، والسبب أنّ الليبراليين والعلمانيين سيصفّقون لهم، لأنّ هؤلاء البُله يظنّون أنّ السلفية متشددة بينما المذاهب التقليدية القديمة في سورية متسامحة معهم!
ومن طرائف ما سمعت هذه الأيام، راهبة من سورية تقول في لقاء على BBC إنّ المذهب المتّبع عادة عند أهل السنّة والجماعة في سورية هو المذهب الحنفي أو الشافعي، ونرى اليوم أنّ هناك إدخالًا "للمذهب السلفي المتشدّد حسب عقيدة ابن باز"، وتقول إنّ هذا "تحوّل جذري"!
وبصرف النظر عن "التخبيص" في كلامها، وأنه لا وجود لعقيدة خاصة بابن باز ولا هو رمز السلفية الأوحد.. أقول لها: ما أحلى أن يلتزم أهل سورية بالمذهب الحنفي أو الشافعي، وما أجمل أن يغدو فقه الأحناف والشافعية مصدر التشريع لأهلنا في سورية، وما أجمل أن يتزيّى نساء سورية بمثل حجابك، روحي يا حجّة الله يخلف عليك!
شريف محمد جابر