القلم العربي | Arabic Pen on Nostr: هل المسلمون جديرون بقيادة العالم؟ #مقال بقلم ...
هل المسلمون جديرون بقيادة العالم؟
#مقال بقلم "عبد الرحمٰن محمد جمال" في مجلة الصحوة الإسلامية العدد ١٧٧.
٭———————————————————٭
نستهل العام الهجري الجديد والعالم يخضع من رمق. ولكن ترى كيف؟ أليس العالم الإسلامي بنفسه متطفلا على موائد الشرق والغرب؟ أليس العالم الإسلامي يعيش أزمات وحروبا وانقساما؟ أليس المسلمون متخلفين في الأخلاق والديانة؟ أليس الغدر والخيانة والرشوة والكذب والفجور فاشيا في الدول الإسلامية؟ حروبا طاحنة ويعاني من التضخم وانعدام الأمن والفوضى ما يندر نظيره في التاريخ المعاصر، ومن جانب أصبحت الأرض تعاني من الحرارة غير المسبوقة مما ينذر بازدياد المشكلات الصحية وبحرائق غير المسبوقة للغابات نتيجة الحرارة وأزمات غير هذه كثيرة.
هات دولة إسلامية تختلف عن دول العالم في الأخلاق والديانة وتطبق الشريعة الإسلامية بالنسبة للعالم الإسلامي فإن الدول الإسلامية تعيش أزمات وتشهد عواصف تعاني منها منذ مدة طويلة ومازالت هذه الدول ضعيفة منهارة متطفلة على مائدة الشرق والغرب في بارقة أمل للتغيير إلا إذا قدر الله ذلك تقديرا. أصبح العالم بعد الحرب الشرسة التي خضعتها ولا تزال تخضعها روسيا وأوكرانيا مباشرة وعالم الشرق والغرب نيابة، في مأزق كبير وفي شح من المواد الغذائية وازاد التضخم المتسارع في أكثر دول العالم، وأصبح العالم مهدا للصراعات والاختلافات والضغائن، وأصبحت الحياة في هذا العالم المضطرب أشبه بحياة الغابات، كل يتربص الدوائر بالآخر وكل يريد أن يفترس أو يبطش بمن دونه حسب قدرته وقوته. الغراء ككل؟ ثم ألا ترى المسلمين يشبهون الكفار ويقلدونهم ندا لند وشبرا بشبر؟! وأليس العالم الإسلامي يستورد كل إنتاجاته كل الإنتاجات وعلى كل الأصعدة. ولا يوجد وموارده من دول الكفر؟ أليس العالم الإسلامي هو الذي يشعر بالخذلان دون العالم الغربي، هو الذي يرجى ولا يخشى، يأخذ ولا يمنح، يستورد ولا يورد، يحارب ولا يحارِب؟! أليس ولو قلت: إنه يقدم الروحانية والغرب يعطيه المادية، فأقول: هل حصل هذا التبادل؟ ثم كم يتميز العالم الإسلامي بروحانيته حتى يشعر الغرب بالعطش ويهرول نحو العالم الإسلامي؟ أليس المسلمون أسوأ حالا من الغربيين أنفسهم في الروح والدين؟ أليس العامة والدهماء إلا من عصم ربك؟ أليس علماء المسلمين يفتي بعضهم على بعض بالكفر والقتل والدمار ألا يتولون كبر الدماء التي تهراق في البلاد الإسلامية دون هوادة؟ فإذن كيف يرجى للعالم الإسلامي العليل أن يقدم للعالم البشري المتعطش الخير والسعادة، وينفخ فيه الأمل؟!
كان العالم البشري قبل البعثة المحمدية على صاحبها ألف وألف تحية يعيش شبه ما يعيشه اليوم، فوضى وانحطاط وافتراس وحروب و ... جاء الإسلام برسالته الخالدة فنفخ في هذا العالم الميت روحا جديدة وأخرجه من ظلمات الجهل والحيوانية إلى نور العلم والهدى والإنسانية. فهل هناك بارقة أمل أن يأخذ العالم الإسلامي زمام الأمور من جديد، وأن يأخذ بناصية الشعوب والملل وأن يقدم للعالم البشري ما يفتقره من الإنسانية والحرية والمساواة وما إلى ذلك؟
أقول: أي نعم، ليس هناك ديانة تتكفل بإخراج البشر من هذا المأزق الكبير إلا الدين الإسلامي الحنيف الذي كتب الله له الخلود وكتب له أن يعيش مادام لهذه الدنيا
الافتقار إلى المسلمين، ولكن هل حدث ذلك؟ أليس العكس هو الصحيح، ألسنا نشعر أن الغرب هو المتفوق في العلم والمادية والأخلاق و ....
يبدو أن بعض المسلمين يعيشون في عالم الأحلام وأن ما حدسه المفكرون المسلمون من أن المستقبل للإسلام ليس إلا مجرد حلم، لأن الواقع يقول غير ذلك، إلا إذا قدر الله للأجيال اللاحقة أن يأخذوا بناصية العالم البشري. فإن المسلمين وإن كانوا يحملون عقيدة نابعة إلا أنهم لا يحملون تلك العقيدة الصافية إلا مشوهة إلا ماشاء الله!
هل يكفي الادعاءات والشعارات الجافة، وهل يغني الشعار عن الحقيقة شيئا، وهل إيجاد روح الأمل فقط يكفي لأن نقود العالم، وإذا كان يكفي فإن كثيرا من المفكرين الإسلاميين منذ زمان يدعون إلى الأمل والتفاؤل، فماذا حدث؟ هل حدث تغيير أم عكس ذلك؟ إن كثيرا من المفكرين المعاصرين الذين دعوا إلى الإصلاح وإيجاد الصحوة وبشروا بنبوغ المسلمين وأهليتهم لقيادة العالم البشري المعاصر مع الأسف علماء المسلمين هم مصدر الشر فضلا عن لم يقدموا شيئا على أرض الواقع، شخصوا الداء وكبروه ولكن لم يصفوا دواء ناجعا، ولم يقدموا حلولا جذرية، ولم يستطيعوا أن يقنعوا ضمير الشباب المعاصر الحيوي المتطلع. وكان كلامهم لا يتجاوز عن أن يكون كمسكن يسكن الألم لأمد غير بعيد، ثم يعود الألم كما كان بل أشد. لأن العلاج لم يكن جذريا بل سطحيا عابرا.
منذ زمان وعلماء الإسلام يدعون إلى الإصلاح، ويبشرون بالفتح المبين والفجر المشرق، ويهتفون بالصحوة الإسلامية وبإقبال شباب الإسلام إلى العودة إلى حضن الإسلام من جديد، منذ زمان والمفكرون يدعون أن العالم الإسلامي بدأ يقوم على قدميه، ويصحو
إذن لا يوجد بارقة أمل للتغيير في العالم البشري المعاصر، إلا إذا حدثت معجزة وإلا إذا قدر الله ذلك تقديرا.
أعود فأقول: إن العالم الإسلامي رغم كل هذه العلات ورغم كل هذه النقائص يتأهل أن يخرج البشرية من هذه الأزمات، لأن من غفوته وينهض من كبوته وأن الغرب بدأ الإسلام هو الذي يستحق أن يملأ الفراغ بالأفول! منذ زمان ويهتف علماءنا بأن الغرب الموجود في العالم ليس إلا، ولكن هل نحن مفتقر في الأخلاق والروحانية وسوف يمديد حقيقة جديرون بذلك؟
#مقال بقلم "عبد الرحمٰن محمد جمال" في مجلة الصحوة الإسلامية العدد ١٧٧.
٭———————————————————٭
نستهل العام الهجري الجديد والعالم يخضع من رمق. ولكن ترى كيف؟ أليس العالم الإسلامي بنفسه متطفلا على موائد الشرق والغرب؟ أليس العالم الإسلامي يعيش أزمات وحروبا وانقساما؟ أليس المسلمون متخلفين في الأخلاق والديانة؟ أليس الغدر والخيانة والرشوة والكذب والفجور فاشيا في الدول الإسلامية؟ حروبا طاحنة ويعاني من التضخم وانعدام الأمن والفوضى ما يندر نظيره في التاريخ المعاصر، ومن جانب أصبحت الأرض تعاني من الحرارة غير المسبوقة مما ينذر بازدياد المشكلات الصحية وبحرائق غير المسبوقة للغابات نتيجة الحرارة وأزمات غير هذه كثيرة.
هات دولة إسلامية تختلف عن دول العالم في الأخلاق والديانة وتطبق الشريعة الإسلامية بالنسبة للعالم الإسلامي فإن الدول الإسلامية تعيش أزمات وتشهد عواصف تعاني منها منذ مدة طويلة ومازالت هذه الدول ضعيفة منهارة متطفلة على مائدة الشرق والغرب في بارقة أمل للتغيير إلا إذا قدر الله ذلك تقديرا. أصبح العالم بعد الحرب الشرسة التي خضعتها ولا تزال تخضعها روسيا وأوكرانيا مباشرة وعالم الشرق والغرب نيابة، في مأزق كبير وفي شح من المواد الغذائية وازاد التضخم المتسارع في أكثر دول العالم، وأصبح العالم مهدا للصراعات والاختلافات والضغائن، وأصبحت الحياة في هذا العالم المضطرب أشبه بحياة الغابات، كل يتربص الدوائر بالآخر وكل يريد أن يفترس أو يبطش بمن دونه حسب قدرته وقوته. الغراء ككل؟ ثم ألا ترى المسلمين يشبهون الكفار ويقلدونهم ندا لند وشبرا بشبر؟! وأليس العالم الإسلامي يستورد كل إنتاجاته كل الإنتاجات وعلى كل الأصعدة. ولا يوجد وموارده من دول الكفر؟ أليس العالم الإسلامي هو الذي يشعر بالخذلان دون العالم الغربي، هو الذي يرجى ولا يخشى، يأخذ ولا يمنح، يستورد ولا يورد، يحارب ولا يحارِب؟! أليس ولو قلت: إنه يقدم الروحانية والغرب يعطيه المادية، فأقول: هل حصل هذا التبادل؟ ثم كم يتميز العالم الإسلامي بروحانيته حتى يشعر الغرب بالعطش ويهرول نحو العالم الإسلامي؟ أليس المسلمون أسوأ حالا من الغربيين أنفسهم في الروح والدين؟ أليس العامة والدهماء إلا من عصم ربك؟ أليس علماء المسلمين يفتي بعضهم على بعض بالكفر والقتل والدمار ألا يتولون كبر الدماء التي تهراق في البلاد الإسلامية دون هوادة؟ فإذن كيف يرجى للعالم الإسلامي العليل أن يقدم للعالم البشري المتعطش الخير والسعادة، وينفخ فيه الأمل؟!
كان العالم البشري قبل البعثة المحمدية على صاحبها ألف وألف تحية يعيش شبه ما يعيشه اليوم، فوضى وانحطاط وافتراس وحروب و ... جاء الإسلام برسالته الخالدة فنفخ في هذا العالم الميت روحا جديدة وأخرجه من ظلمات الجهل والحيوانية إلى نور العلم والهدى والإنسانية. فهل هناك بارقة أمل أن يأخذ العالم الإسلامي زمام الأمور من جديد، وأن يأخذ بناصية الشعوب والملل وأن يقدم للعالم البشري ما يفتقره من الإنسانية والحرية والمساواة وما إلى ذلك؟
أقول: أي نعم، ليس هناك ديانة تتكفل بإخراج البشر من هذا المأزق الكبير إلا الدين الإسلامي الحنيف الذي كتب الله له الخلود وكتب له أن يعيش مادام لهذه الدنيا
الافتقار إلى المسلمين، ولكن هل حدث ذلك؟ أليس العكس هو الصحيح، ألسنا نشعر أن الغرب هو المتفوق في العلم والمادية والأخلاق و ....
يبدو أن بعض المسلمين يعيشون في عالم الأحلام وأن ما حدسه المفكرون المسلمون من أن المستقبل للإسلام ليس إلا مجرد حلم، لأن الواقع يقول غير ذلك، إلا إذا قدر الله للأجيال اللاحقة أن يأخذوا بناصية العالم البشري. فإن المسلمين وإن كانوا يحملون عقيدة نابعة إلا أنهم لا يحملون تلك العقيدة الصافية إلا مشوهة إلا ماشاء الله!
هل يكفي الادعاءات والشعارات الجافة، وهل يغني الشعار عن الحقيقة شيئا، وهل إيجاد روح الأمل فقط يكفي لأن نقود العالم، وإذا كان يكفي فإن كثيرا من المفكرين الإسلاميين منذ زمان يدعون إلى الأمل والتفاؤل، فماذا حدث؟ هل حدث تغيير أم عكس ذلك؟ إن كثيرا من المفكرين المعاصرين الذين دعوا إلى الإصلاح وإيجاد الصحوة وبشروا بنبوغ المسلمين وأهليتهم لقيادة العالم البشري المعاصر مع الأسف علماء المسلمين هم مصدر الشر فضلا عن لم يقدموا شيئا على أرض الواقع، شخصوا الداء وكبروه ولكن لم يصفوا دواء ناجعا، ولم يقدموا حلولا جذرية، ولم يستطيعوا أن يقنعوا ضمير الشباب المعاصر الحيوي المتطلع. وكان كلامهم لا يتجاوز عن أن يكون كمسكن يسكن الألم لأمد غير بعيد، ثم يعود الألم كما كان بل أشد. لأن العلاج لم يكن جذريا بل سطحيا عابرا.
منذ زمان وعلماء الإسلام يدعون إلى الإصلاح، ويبشرون بالفتح المبين والفجر المشرق، ويهتفون بالصحوة الإسلامية وبإقبال شباب الإسلام إلى العودة إلى حضن الإسلام من جديد، منذ زمان والمفكرون يدعون أن العالم الإسلامي بدأ يقوم على قدميه، ويصحو
إذن لا يوجد بارقة أمل للتغيير في العالم البشري المعاصر، إلا إذا حدثت معجزة وإلا إذا قدر الله ذلك تقديرا.
أعود فأقول: إن العالم الإسلامي رغم كل هذه العلات ورغم كل هذه النقائص يتأهل أن يخرج البشرية من هذه الأزمات، لأن من غفوته وينهض من كبوته وأن الغرب بدأ الإسلام هو الذي يستحق أن يملأ الفراغ بالأفول! منذ زمان ويهتف علماءنا بأن الغرب الموجود في العالم ليس إلا، ولكن هل نحن مفتقر في الأخلاق والروحانية وسوف يمديد حقيقة جديرون بذلك؟
